والحق يقال، لم تكن جين غارلاند وجوشوا لي أماً وابناً إلا بالاسم فقط. عندما كان سيد البيت ومدير الشركة، كان عليها وعلى أطفالها الثلاثة أن ينحنوا له ويذلوا أنفسهم، متخلين عن كل كرامتهم. حتى أن ابنها الأكبر فقد ساقيه بسبب جوشوا! بعد أن عانى جوشوا تلك المأساة التي تركته أعمى، تمكنوا أخيراً من استعادة حياتهم. في تلك اللحظة، تعهدت جين بصمت بتعذيب جوشوا حتى يرضي قلبها. كان كل شيء يسير وفقاً للخطة حتى دخلت واندا لويس الصورة! قال زوجها إن هذا الزواج يهدف إلى مساعدة جوشوا في العثور على بعض السعادة الخاصة به. من الواضح أن الرجل العجوز لم يستسلم بعد بشأن ذلك الصبي، لذلك أحضر هذه الفتاة إلى هنا لمراقبته. ارتجفت واندا تحت نظرة جين الحسابية، متسائلة عما إذا كانت جين قد أخطأت في اعتبار هذه الخطوة بمثابة إعلان حرب ضدها، نيابة عن جوشوا. بالتفكير في الأمر، أضافت واندا على عجل: "أمي، الليلة الماضية عندما انضممت إلى السيد جوشوا في غرفته، رأيت طعامه ملقى على الأرض. لقد صدمت جداً! هل هو دائماً هكذا؟" علقت جين باستخفاف: "يحب جوشوا أن يرمي الأشياء عندما يكون في مزاج سيئ. حاولي التعود على ذلك". "لكن الرائحة كريهة حقاً! لن أتمكن من النوم إذا كانت هناك قمامة مبعثرة في الغرفة كل ليلة." أبدت واندا انزعاجاً متعمداً. "لهذا السبب أود أن يكون هناك نافذة هناك. إذا ترك طعامه مرة أخرى، يمكنني على الأقل فتح نافذة والسماح بدخول بعض الهواء النقي. سيساعدني ذلك في الحفاظ على هدوئي أيضاً." لم تقتنع جين تماماً بهذيانها، لكنها استسلمت مع ذلك. "حسناً، افعلي ما يحلو لكِ إذن." "شكراً لكِ يا أمي!" غردت واندا بلطف، ثم أبقت رأسها منخفضاً وهي تنهي فطورها. *** عندما غادرت واندا للعمل، استدعت جين مديرة المنزل، مدام شارون، وأعطتها سلسلة من التعليمات. هذه واندا لويس بالتأكيد لغز. لدى جين أشياء أفضل لتفعلها من إضاعة الوقت في محاولة تخمين دوافعها. بدلاً من ذلك، ستفرض إنذاراً نهائياً، وترى ما إذا كانت واندا ذكية بما يكفي لاتخاذ القرار الصحيح. *** في ذلك المساء، عادت واندا إلى منزل عائلة لي براتبها البالغ خمسة آلاف دولار. لقد كانت تعمل في تلك الشركة لمدة عامين فقط كمساعدة مدير لأحد أقسامهم، لكنها كانت تؤمن بأنه طالما استمرت في العمل بجد، فستحصل في النهاية على ترقية وزيادة في الراتب. انبعثت رائحة الأرز المطبوخ الطازج من المطابخ. كانت واندا تسيل لعابها بالفعل، ولم تكن تريد شيئاً أكثر من الإسراع بالعودة إلى غرفتها وإزالة مكياجها حتى تتمكن من النزول إلى الطابق السفلي وتناول الطعام. لم تكن تتوقع أن تجد مدام شارون تنتظر خارج غرفة جوشوا ومعها صينية في يديها. في اللحظة التي رأت فيها واندا، قالت: "يا سيدتي، قررت السيدة أنه من هذا اليوم فصاعداً، ستكونين مسؤولة عن إطعامه وتمريضه، وكذلك تحميمه وتدليكه". هاه؟ احتجت واندا في فزع: "لكني لا أعرف كيف أعتني بشخص مريض". أجابت مدام شارون دون أن تفوتها أي إيقاع: "لقد لاحظت السيدة ذكائك الحاد، وتؤمن بأنكِ ستبلين بلاءً حسناً". ثم ضغطت على الصينية في يدي واندا، بحيث لم يكن لديها خيار سوى أخذها. فحصت واندا محتويات الصينية. إلى جانب عدد قليل من الحبوب، لم يكن هناك سوى وعاء من عصيدة الأرز العادي وطبق من الخضار. تنفست واندا في حالة من عدم التصديق: "مدام شارون، هل يحصل سيدكم على هذا القدر القليل من الطعام فقط؟" لم يتغير تعبير مديرة المنزل. "وفقاً للسيدة، بما أن حضرته ألقى جانباً ما أعده الطهاة بحب له بالأمس، فإن التفسير الوحيد الممكن هو أن الطعام لم يكن على ذوقه. ليس هناك ما يمكننا فعله سوى إعطائه شيئاً لتطهير فمه". كان هذا كذباً صريحاً - كان بإمكان أي شخص أن يقول إن الطعام الذي قُدِّم لجوشوا الليلة الماضية قد فسد بالفعل. يبدو أن الأمور بين جوشوا لي وجين غارلاند كانت أكثر تعقيداً مما أدركت؛ وإلا فلماذا تجوعه هكذا؟