بمجرد أن تقدم فلويد ستانتون، قفزت نيكول إلى ذراعيه وانخرطت في البكاء الهستيري. تنهد فلويد، قلبه يعتصر ألمًا وغضبًا من ابنته. لم تعانِ أدنى معاناة منذ كانت طفلة، ومع ذلك تتصرف بهذه الدناءة أمام إريك فيرغسون. ومما زاد الطين بلة، أن إريك فيرغسون لم يقدر ابنته العزيزة ولو لمرة واحدة. لولا اتفاقهما المسبق، لسحق فلويد ستانتون عائلة فيرغسون وضرب ذلك الوغد حتى الموت انتقامًا لابنته! "نيكي، هل تتذكرين اتفاقنا؟ إذا لم يقع ذلك الوغد في حبك في غضون ثلاث سنوات، فستعودين لتخلفيني في الشركة. الآن، عليك الالتزام باتفاقنا، حسنًا؟" ربت فلويد بمحبة على شعر ابنته بينما كانت تنتحب. بعد فترة، تحدثت نيكول وهي تتنهد وتقطع الكلمات. "لا تقلق يا أبي... أنا... لن أكون... بتلك الغباء مرة أخرى..." لمطاردة ما يسمى "حبها الحقيقي"، تخلت نيكول عن عائلتها وأصدقائها على الرغم من نصائحهم. تخلت عن هويتها، ومكانتها المرموقة، وأسلوب حياتها الفاخر لتنطلق نحو تدمير نفسها، مثل فراشة تنجذب إلى اللهب. الآن، تمكنت نيكول أخيرًا من محو ذلك الرجل من قلبها، شيئًا فشيئًا، على الرغم من تحملها ألمًا لا يُنسى بسببه. "جيد. سيصطحبك والدك بأخيك الأكبر. تعرّفي على الشركة أولاً، ثم سنختار يومًا سعيدًا لاستضافة حفل ترحيب للإعلان عن هويتك." كان فلويد متحمسًا لأن ابنته الصغيرة الثمينة ستبدأ أخيرًا مسيرتها المهنية! على الرغم من أن خبر عودة نيكول إلى عائلة ستانتون لم يُعلن بعد، إلا أن أفضل صديقة لنيكول، إيفيت كويمبي، لم تستطع الانتظار حتى تأتي إلى منزلها لمقابلتها. بمجرد أن رأت إيفيت نيكول، منحتها عناقًا كبيرًا وقالت: "يا حبيبتي، لقد اشتقت إليك كثيرًا! تهانينا على طلاقك!" عندما أخبرت نيكول الجميع لأول مرة أنها ستخفي هويتها لتتزوج، كانت إيفيت أول من وقف ضد ذلك، لكن نيكول أصرت على الزواج من عائلة فيرغسون وفقدت الاتصال تدريجيًا بإيفيت. الآن بعد أن رأت أفضل صديقة لها بعد كل هذه السنوات، امتلأت عينا نيكول بالدموع مرة أخرى. تحدثت السيدتان لفترة طويلة عن كل شيء تحت الشمس. أخيرًا، ألحّت إيفيت على نيكول لرؤية شهادة طلاقها، لذلك لم يكن أمام نيكول خيار سوى إخراجها وعرضها عليها. عندما رأتها إيفيت، تنهدت بارتياح. "إريك فيرغسون، ذلك الأحمق الأعمى ابن العاهرة! سيندم على هذا!" خفضت نيكول عينيها. "حتى لو ندم، فليس له علاقة بي بعد الآن. إنه غريب بالنسبة لي الآن." "أحسنت يا حبيبتي! ما عليك سوى أن تلوحي بيدك، وسوف يصطف المعجبون بك من عتبة دارك إلى ضواحي المدينة الغربية! لا يمكن لذلك الوغد حتى أن يدخل في الصف!" سخرت إيفيت بازدراء. تذكرت نيكول فجأة أنها تركت بعض المستندات المهمة في منزل إريك، لذلك كان عليها العودة لأخذها. تطوعت إيفيت للذهاب معها، وهو ما وافقت عليه نيكول بعد بعض التفكير. ما لم تتوقعه نيكول هو رؤية والدة إريك، كوين، بمجرد عودتها. كانت كوين تذهب دائمًا إلى منزلهم دون سابق إنذار وتتجول وكأنها صاحبة المنزل. كانت كوين مستاءة للغاية عندما رأت نيكول تعود مع شخص غريب. رفعت رأسها عالياً ونظرت إلى نيكول وصديقتها بازدراء. "نيكول، ألم أخبرك أن لدينا الكثير من المستندات السرية في المنزل؟ لا يمكنك ببساطة إحضار أشخاص عشوائيين إلى هنا. هل لديك ذاكرة سمكة ذهبية؟" صُدمت إيفيت وتحدثت بامتعاض. "من تسمين شخصًا عشوائيًا؟ ألا تعتقدين أنك كبيرة جدًا في السن بحيث تطلقين على الناس أسماء؟" لقد نشأت وهي تتلقى الحب والرعاية من والديها، فكيف يمكنها تحمل سخرية كوين بهذه الطريقة؟ الآن، يمكن لإيفيت أن تعرف بالفعل نوع الحياة التي كانت تعيشها نيكول هنا وشعرت بالغضب. شخرت كوين ببرود وألقت نظرة فاحصة على إيفيت. "لا تظني أنك تستطيعين التظاهر بأنك من النخبة بمجرد ارتداء هذا الزي المزيف. لقد رأيت الكثير من الأشخاص من الطبقة الدنيا مثلك الذين يحلمون بالزواج من عائلة ثرية!" سخرت إيفيت بغضب. عبس وجه نيكول وهي تقول: "إنها صديقتي. يرجى إظهار بعض الاحترام." لطالما كانت نيكول خاضعة في عائلة فيرغسون ولم ترد على كوين أبدًا. "الآن، تجرؤ على توبيخي أمام الغرباء؟ هذه المرأة الوضيعة ذات الخلفية المجهولة تجرؤ على التحدث معي بهذه الطريقة؟!" فكرت كوين. كانت غاضبة وصرخت: "احترام؟ هل يستحق أناس من خلفيتك الاحترام؟ نيكول، يجب أن تعتبري نفسك محظوظة لأن عائلتنا تقبل أن تكوني زوجة ابننا. لقد كنت تعيشين بشكل جيد في منزلنا على مدى السنوات الثلاث الماضية. هل نسيت خلفيتك الوضيعة؟ هذه الفتاة التي أحضرتيها إلى المنزل ربما تكون مثلك تمامًا. كلاكما تفوح منه رائحة الفقر، لذا اخرجي من منزلي ولا تلوثي أرضياتي!"