كان سماع تلك الكلمات من مايكل وساندرا شيئًا، لكن رؤيتهما متشابكين على السرير كان شيئًا آخر.
انحبس نفس إيفلين في حلقها، وشعرت بلسعة الخيانة تقطعها بعمق. تراجعت إلى الوراء، ورؤيتها مشوشة بالدموع، وهربت من المنزل، وقلبها يخفق في صدرها.
صعدت إلى سيارتها وانطلقت، تريد أن تكون أبعد ما يمكن عنهم.
فكرت في العودة إلى المنزل، لكنها لم تستطع. لم تكن تريد رؤية أحد. لم تكن تريد مواجهة أحد. لم تكن تريد أن تنظر إلى وجه ساندرا.
لم تستطع.
استمرت في القيادة، ودموعها تشوش رؤيتها، حتى اصطدمت بمركبة أخرى. صرير الإطارات وطحن المعدن أعاداها إلى الواقع.
انحرفت سيارتها بعنف، وضغطت على المكابح، ودفعتها القوة إلى الأمام قبل أن تتوقف السيارة بعنف في حالة ارتجاج.
مرتبكة، لوت رأسها، وقلبها يقرع على أضلاعها. كانت يداها ترتجفان وهي تمسك بعجلة القيادة، وعقلها يدور من قوة الصدمة.
عبر التقاطع، كانت السيارة الأخرى، وهي سيارة سيدان سوداء أنيقة، جالسة بزاوية مرحة، ومصدها متجعد مثل رقائق معدنية مهملة. ظهر شخص من المقعد الخلفي، رجل يرتدي بدلة أنيقة؛ وجهه ملتوٍ بقناع من الغضب.
بينما كان يندفع نحوها، استعدت إيفلين لهجوم لفظي. ولكن عندما اقترب، تحول غضبه إلى قلق، وأدركت إيفلين أنها لم تكن مستعدة لذلك.
بينما اقترب، خف الغضب في عينيه قليلاً عندما رأى إيفلين، ووجهها ملطخ بالدموع والمسكرة الملطخة.
"ما الذي كنت تفعلينه بحق الجحيم؟ هل تريدين قتل نفسك والآخرين؟" سأل، صوته مشوب بلمسة من القلق على الرغم من غضبه.
فتحت إيفلين فمها لتتكلم، لكن كل ما خرج كان شهقة مكتومة. تراجعت إلى الخلف في مقعدها، ودفنت وجهها بين يديها.
تردد الرجل، والصراع بين الإحباط ولمحة من القلق. "مهلاً، هل أنتِ بخير؟" سأل، صوته أكثر ليونة هذه المرة.
لم تستطع إيفلين الرد؛ استمرت في البكاء، والشهقات تهز جسدها.
"إلى أين أنتِ ذاهبة؟" سأل أخيرًا، صوته لطيف على الرغم من العرق النابض في صدغه. "سأوصلكِ إلى هناك."
هزت إيفلين رأسها، وصوتها مكتومًا بين يديها. كانت فكرة مواجهة أي شخص وشرح الفوضى التي كانت فيها لا تطاق.
"هيا يا سيدتي،" أصر الرجل، صوته حازم ولكنه لطيف. "أنتِ لستِ في حالة تسمح لكِ بالقيادة، ولا سيارتكِ في حالة تسمح لها بالقيادة. دعيني أوصلكِ،" أصر.
ظلت إيفلين صامتة، وصورة ساندرا ومايكل تومضان أمام عينيها، تذكيرًا قاسيًا بعالمها المحطم.
تنهد الرجل، ولمسة من الغضب تتسلل إلى صوته. "انظري،" قال بنفاذ صبر، "إما أن تدعيني أوصلكِ إلى مكان آمن، أو سأتصل بالشرطة وأتعامل مع هذا بطريقة أخرى."
نظرت إيفلين إلى الأعلى وألقت نظرة خاطفة على المركبات بينما غرق ثقل تهديده. كان التعامل مع الشرطة والتأمين وعواقب ما بعد ذلك آخر ما تحتاجه الآن.
بهزة رأس مترددة، اعترفت بالهزيمة. "حسنًا،" قالت بصوت أجش مليء بالدموع.
"جيد،" قال، وارتياح يغمر ملامحه. "اصعدي إلى سيارتي. سأعتني بسيارتكِ وأجلبها لكِ."
على مضض، أومأت إيفلين وخرجت من سيارتها. قادها إلى سيارته، وساعدها في الجلوس في مقعد الراكب، ثم أشار إلى سائقه للاعتناء بسيارتها وإحضارها.
ألقت إيفلين نظرة خاطفة على رفيقها بينما كان يصعد إلى السيارة. كان وسيمًا بطريقة وعرة، بشعر داكن ينسدل على جبهته. عندما استدار لينظر إليها، التقت بعينين زرقاوين ثاقبتين تحملان لمحة من الفضول.
"إلى أين؟" سأل، صوته لا يزال مشوبًا بالقلق.
عضت إيفلين شفتها، غير متأكدة مما تقوله. أي مكان. حرفيًا أي مكان، طالما أنه ليس منزلها، وليس حياتها، وليس الكابوس الذي كانت تهرب منه.
"أي مكان. فقط خذني إلى أي مكان،" أجابت، صوتها بالكاد أعلى من الهمس.
رفع الرجل حاجبه، وومضة من المرح ترقص في عينيه. "هذا ليس محددًا جدًا،" قال، وابتسامة خافتة ترتسم على زاوية شفتيه.
صلابة إيفلين اشتدت. لم تكن تريد محادثة، ولم تكن تريد شفقة. كل ما كانت تتوق إليه هو مهرب مؤقت، استراحة قصيرة من الفوضى التي أصبحت حياتها.
فجأة، خطرت ببالها فكرة متهورة، ولدت من اليأس والحزن.
"منزلك،" قالت فجأة، مما صدم نفسها.
اختفت ابتسامة الرجل، وحل محلها نظرة من الذهول التام. "منزلي؟" ردد. "ماذا تعنين؟"
"أي مكان تذهب إليه على ما يرام،" أصرت.
تنهد، من الواضح أنه غير متأكد، لكنه تركه دون خيار. قاد سيارته إلى فندقه، وعقله يعج بالأسئلة.
كانت الرحلة صامتة في الغالب، ولم يقطعها سوى الشهقات الخفيفة التي لم تستطع السيطرة عليها.
عندما توقفوا أمام فندق فخم، استدار الرجل إليها. "هل أنتِ متأكدة من أنكِ لا تريدين العودة إلى المنزل أو الذهاب إلى المستشفى؟" سأل، صوته مشوب بالقلق.
هزت إيفلين رأسها. تراجعت الدموع أخيرًا، تاركة وراءها ضعفًا خامًا.
بدا الرجل مترددًا، ولكن بعد لحظة، تنهد. "حسنًا،" قال. "انظري، لا أعرف ما الذي يحدث، ولكن إذا كنتِ تريدين التحدث عن ذلك، فأنا هنا للاستماع."
"شكرًا،" تمتمت بينما كان يساعدها على الخروج من السيارة وقادها إلى جناحه، تاركًا سائقه ليذهب لإصلاح السيارات.
في الداخل، قادها للجلوس على الأريكة وأحضر لها كوبًا من الماء. أخذته، ويدها ترتجفان.
"ماذا حدث؟" سأل بهدوء، وهو يجلس بجانبها. "لماذا كنتِ تبكين؟"
لم تستطع إيفلين أن تجلب نفسها لإخباره. كانت الكلمات مؤلمة للغاية بحيث لا يمكن قولها بصوت عالٍ. هزت رأسها فقط، ودموع جديدة تتدفق على خديها.
رأى أنها لا تريد التحدث، فنهض. "إذا كنتِ لا تمانعين، أحتاج إلى أن أنتعش. لقد كان يومًا طويلاً،" قال، ودون انتظار ردها، دخل غرفة نومه.
عندما خرج من الحمام، فوجئ برؤيتها واقفة في غرفته.
"ماذا تفعلين هنا؟ هل تحتاجين إلى شيء؟" سأل لأن الشيء الوحيد الذي يغطي جسده هو المنشفة حول خصره.
"هل أنت متزوج؟" سألت، وهي تنظر إليه بتعبير غير مفهوم صدمه.
رمش عينيه في دهشة. "لا. لماذا أنتِ..."
"مخطوب؟ هل لديكِ صديقة؟" سألت، مقاطعة كلامه.
كان في حيرة من خط أسئلتها، لكنه أجاب، "لا."
"هل تريد ممارسة الجنس معي؟" سألت بصراحة.
















