logo

FicSpire

أمي، أبي جاثٍ على ركبتيه

أمي، أبي جاثٍ على ركبتيه

المؤلف: Sasha Jhorn

الفصل الأول: أوليفيا باركر
المؤلف: Sasha Jhorn
٢٠ أغسطس ٢٠٢٥
اندفعت شابة شقراء إلى ممرات المستشفى وهي تبحث بلهفة عن الجناح الذي يقيم فيه والدها حاليًا.. تلقت مكالمة قبل قليل بشأن تدهور صحته بسرعة واضطرت إلى ترك كل ما كانت تفعله لتصل إلى هنا في الوقت المناسب.. اصطدمت بممرضة كانت تخرج من أحد الأجنحة وأسقطت الصينية المصنوعة من الفولاذ المقاوم للصدأ من يدها. "أوليفيا باركر، أليس كذلك؟" سألت الممرضة التي كانت ترتدي زيًا ورديًا على عجل لترى الفتاة الشابة تومئ برأسها تأكيدًا.. "ن..نعم..أبي.." تنحت الممرضة جانبًا مانحة أوليفيا مدخلًا إلى الجناح.. دفعت أوليفيا الباب مفتوحًا وركضت إلى الداخل، وعندما دخلت انقبض قلبها في قاع معدتها.. وقفت متجذرة في مكانها تراقب كيف كانت والدتها تصارع الطبيب والممرضات الذين كانوا يحاولون نقل الجثة الهامدة المغطاة بملاءة بيضاء.. "إنه ليس ميتًا..لقد وعد بألا يتركنا أبدًا..لا تأخذوه بعيدًا!" صرخت ساندي باركر وهي تشنج بينما كانوا يحاولون نقل جثة زوجها من الجناح. انهمرت الدموع على عيني أوليفيا، لم تستطع أن تجلب نفسها لقبول أن والدها الحبيب قد رحل بعد كل ما فعلته هي ووالدتها لإنقاذ حياته.. كان هناك صاعقة رعد مدوية هزت السماء في تلك اللحظة مما يعني أنها كانت على وشك أن تمطر، تومضت الأضواء في الجناح باستمرار مما زاد من إشعال الشرارات في عينيها العنبريتين.. خطت أوليفيا خطوة إلى الوراء ثم أخرى قبل أن تندفع خارج الغرفة، لم تستطع تحمل ذلك، لم تستطع تحمل رؤية جثة والدها، شعرت وكأنها المذنبة في كل ما كان يحدث لهم... تحركت بأسرع ما استطاعت ساقيها حملها، لم تكن أوليفيا متأكدة إلى أين كانت تتجه في هذه الساعة المتأخرة ولكنها شعرت بخيبة أمل في نفسها ولم تستطع أن تجلب نفسها لمواجهة والدتها في هذا الوقت الحرج.. *** في هذه الأثناء... نظر الطبيب باختصار إلى الرجلين اللذين وقفا أمامه، وأعاد نظره إلى الشاب الذي أحضروه أمامه.. "أنا آسف ولكن هذا غير قابل للعلاج..لقد أعطي جرعة كبيرة من مثير الشهوة الجنسية..وأنتم تعرفون ماذا يعني ذلك، أليس كذلك؟" تمتم الطبيب وهو غير مرتاح بشكل واضح للموضوع ووجود الرجال أمامه. تبادل الرجلان مفتولا العضلات اللذان بديا كحارسين شخصيين نظرة خاطفة إلى بعضهما البعض وأومأ برأسيهما إيجازًا.. هز الطبيب رأسه وغادر الجناح على عجل تاركًا إياهم بمفردهم.. حدقوا في سيدهم الشاب الذي بدأت مفاصل أصابعه تتحول إلى اللون الأبيض وبدا غير مرتاح حقًا، وكان وجهه يتلألأ بالعرق الذي يتدحرج أسفل عنقه، ومع عدم وجود خيار آخر غادر الحارسان الجناح.. *** تشبثت أوليفيا بالجدران للحصول على الدعم، وكان ذهنها مليئًا بأفكار مختلفة حول ما سيحدث لها ولوالدتها الآن بعد أن لم يعد والدها موجودًا.. كان التفكير في الأمر وحده كافيًا لتحطيم قلبها إلى مليون قطعة.. ربما لو أنها لم تزعجه بشأن رحلة التخييم حيث التقى بالحادث المؤسف، لكان لا يزال معها.. تنهيدة خافتة هربت من شفتيها عندما رفعت رأسها لترى رجلين ضخمين يحدقان بها، ابتلعت ريقها وتحركت إلى الجانب الآخر وإلى دهشتها سدوا طريقها مرة أخرى.. استدارت إلى الخلف باختصار ولاحظت أن القاعة كانت فارغة، وأعادت نظرتها إليهم بعصبية.. بدوا خطرين ينبعث منهم هالة قاتلة، خاصة ذلك الذي يحمل ندبة تمتد عبر وجهه.. "من..أنتم؟" في غمضة عين، وضعت كف على فمها لمنعها من الصراخ وتنبيه انتباه الآخرين.. ركلت وتلوت جسدها محاولة التحرر من قبضتهم، ولكن من كانت تخدع؟ كانت ريشة مقارنة بقوتهم.. *** دفعها الرجلان إلى جناح مظلم وأغلقا الباب خلفهما.. "هل تعتقد أن هذا سينجح؟" "دعنا نأمل" وقف كلاهما بجانب الباب يحرسانه وينظران إلى من يريد التعدي. طرقت أوليفيا الباب خلفها، كانت الغرفة مظلمة ولم تستطع أن تفهم ما الذي جعلهم يحبسونها هنا.. هزت صاعقة رعد مدوية في السماء مصحوبة ببرق أزرق أضاء الغرفة قليلاً وعندها أدركت أنها لم تكن وحدها.. اتسعت عيناها من الخوف، وقدميها متجذرتان في الأرض ترتجفان.. "من..هناك؟" سألت بعصبية، كان نبض قلبها عالياً لدرجة أنها تستطيع سماعه بنفسها. ظهر شكل طويل القامة داكن من زاوية في الجناح، وترنح قليلاً وهو يمشي إلى السيدة المتوترة على بعد أمتار قليلة منه. غمر الخوف كيانها كله، واستدارت بسرعة إلى الباب للركض للخارج ولكن الغريب سحبها إلى الخلف. لامس ظهرها الجدار في اللحظة التالية وهربت شهقة ناعمة من شفتيها.. رفع ذقنها بيديه وحطم شفتيه على شفتيها، شعرت أوليفيا أن جسدها يضعف تحت هجومه المفاجئ على شفتيها.. حاولت الابتعاد عن قبضته لكنه كان أقوى، وكانت يداه ثابتتين حولها.. "أرجوك..دعني..أذهب" ارتعشت وهي تحاول دفعه بعيدًا.. بحركة سريعة، رفعها عن قدميها وتحرك نحو السرير الموجود في الجناح.. "لا تقاوم.." جعلها صوته الأجش ترتجف، وكانت تشم رائحة خفيفة من الكحول قادمة منه.. "سأتحمل المسؤولية" تمتم مرة أخرى وأخذ شفتيها مرة أخرى.. تدفقت الدموع من عيني أوليفيا عندما شعرت بتمزيق ملابسها عن جسدها.. "أعدك أن أكون لطيفًا" جاء صوته المطمئن مرة أخرى. *** فتحت أوليفيا عينيها ببطء، ونظرت حولها واتسعت عيناها.. قفز قلبها من صدرها وهي تتذكر ما حدث قبل ساعات قليلة.. سحبت يدي الرجل عن خصرها وتسلقته من السرير في خوف، لقد أعطت للتو أول مرة لها لغريب كامل.. التقطت ملابسها التي تمزقت ولكنها كانت لا تزال قابلة للإدارة.. ارتدت أوليفيا ملابسها مرة أخرى، ونظرت باختصار إلى الرجل الذي كان يرقد على السرير ولا يزال نائمًا، وحاولت إلقاء نظرة على وجهه لكنها توقفت عندما سمعت بعض الضجة خارج الباب مباشرة.. تخلت عن الفكرة واندفعت خارج الغرفة، وحاول الحراس الذين رأوها تهرب إيقافها لكنها كانت قد ولت منذ فترة طويلة.. "انتظري دقيقة سيدتي..الوقت متأخر.. *** تورمت عينا ساندي من البكاء طوال الليل، وكانت قلقة أيضًا من أن ابنتها لم تكن في أي مكان طوال الليلة السابقة.. فُتح الباب فجأة ودخلت أوليفيا بعصبية.. "أمي أنا.." تغرغرت عينا ساندي مرة أخرى، وركزت نظرتها على ابنتها التي كانت تتململ أمامها.. "قبل أن يموت والدك، ظل يطالب برؤيتك..لكنك كنتِ مشغولة جدًا لدرجة أنك لم تحضري لسماع كلماته الأخيرة" رفعت أوليفيا رأسها لتقابل نظرة والدتها المحترقة. "أمي..الأمر ليس كما تظنين، كنت هناك ولكن أنا.." سقطت نظرة ساندي على رقبة أوليفيا، أوليفيا التي لاحظت إلى أين كانت نظرة والدتها موجهة عدلت طوقها قليلاً لإخفاء علامة الحب على رقبتها.. بعد ما حدث بينها وبين الرجل المجهول في المستشفى الليلة الماضية، لم تستطع أن تجلب نفسها للعودة إلى المنزل بهذه الطريقة.. لذلك اضطرت إلى التوقف عند منزل صديقتها في منتصف الليل حيث قضت الليلة.. خطت ساندي خطوة إلى الأمام نحو أوليفيا، وسحبت طوق أوليفيا مفتوحًا وسقطت نظرتها على العديد من علامات الحب من رقبتها إلى صدرها.. تغرغرت عينا أوليفيا بالدموع "أمي يمكنني أن أشرح.." صفعة نزلت على خدها الأيسر مما جعل وجهها يسقط إلى الجانب الآخر.. "أرى أنك كنت تقضين وقتًا ممتعًا بينما كان والدك مشغولاً بانتظار وصولك..لا أصدق أنك ستفعلين هذا يا أوليفيا!" استنشقت أوليفيا، تدفقت الدموع من عينيها كتيارات لا نهاية لها، لم يفتها نظرة خيبة الأمل التي عبرت وجه والدتها.. "أمي أرجوك استمعي إلي..." استدارت ساندي وغادرت الغرفة، لقد فقدت زوجها للتو والآن ابنتها كانت تدفعها بالفعل إلى الجنون.. سقطت أوليفيا على ركبتيها، وتشبت بصدرها وهي تبكي عينيها، من كان يظن أن يومًا كهذا سيحل بها؟ اندفعت فتاة صغيرة في مثل عمرها نحوها وشدتها إلى عناق دافئ مهدئ.. "أنا آسفة جدًا يا أوليفيا أرجوك لا تبكي بعد الآن" غنت بيانكا، أفضل صديقة لأوليفيا ولكن كلماتها لم يبدو أنها تحدث أي تأثير بل جعلت أوليفيا تشعر بالسوء..

أحدث فصل

novel.totalChaptersTitle: 99

قد يعجبك أيضاً

اكتشف المزيد من القصص المذهلة

قائمة الفصول

إجمالي الفصول

99 فصول متاحة

إعدادات القراءة

حجم الخط

16px
الحجم الحالي

المظهر

ارتفاع السطر

سمك الخط