logo

FicSpire

حوري البحر الذي اشتهاني

حوري البحر الذي اشتهاني

المؤلف: Mad Max

الفصل الثالث
المؤلف: Mad Max
٢٦ يوليو ٢٠٢٥
إن هيئة الرجل السمكة أكثر روعة وإرهابًا مما تخيلت. يلمع جلده في وهج البرق، وتعكس الحراشف كل ومضة. يرتعش بعنف، وعيناه متسعتان بالخوف والغضب. "ستان، انتظر!" أصرخ، محاولة التقدم، لكن سطح السفينة يترنح، ويرمني إلى الخلف. "لا يمكننا فقط أن..." يتجاهلني ستان، وعيناه مثبتتان على الجائزة. يتدافع الطاقم لتأمين الشبكة، ووجوههم تتوهج بالانتصار. يضرب ذيل الرجل السمكة على سطح السفينة، ويرسل رذاذًا من مياه البحر في الهواء. "أحكموا الشبكة! لا تدعوه يهرب!" يزمجر ستان، وصوته بالكاد مسموع وسط الضوضاء. يتصارع الطاقم مع الشبكة، وحركاتهم رقصة يائسة. أشُق طريقي إلى الأمام، وعيناي مثبتتان على الرجل السمكة. هناك ذكاء في نظرته، شرارة شيء يتجاوز مجرد الغريزة الحيوانية. إنه ليس مجرد مخلوق؛ إنه كائن واعٍ. "ستان، أرجوك! لا يمكننا فعل هذا!" أتوسل، وأمسك بذراعه. ينفضني ستان، ووجهه قناع من التصميم. "نحن نصنع التاريخ هنا، فيبي. لا شيء سيوقفنا." أستدير إلى الرجل السمكة، وقلبي ينكسر عند رؤية صراعه. يلتقي بنظرتي، وللحظة، يتلاشى كل شيء آخر - العاصفة، والطاقم، وطموح ستان. إنه نحن فقط، وثقل ما يحدث يقع عليّ. "أطلقه"، أهمس، لكن صوتي يضيع في العاصفة. يخترق صوت ستان الفوضى. "لقد أمسكنا به! أحضروه!" يرفع الطاقم، والشبكة تقترب من القارب. أشاهد، عاجزة، بينما يضعف قتال الرجل السمكة، وتستنزف قوته بسبب العاصفة المستمرة وقبضة الشبكة الحديدية. بينما يتم سحب الرجل السمكة على متن السفينة، يصطدم جسده بسطح السفينة مع صوت مكتوم مثير للاشمئزاز. يهتف الطاقم، لكن لا يسعني إلا التحديق، وقلبي مثقل بالخوف. ليس هكذا كان من المفترض أن يكون. الرجل السمكة من أحلامي يرقد أمامي، أسيرًا ومكسورًا. ماذا فعلنا؟ أناضل ضد الشعور بالغثيان الذي يلتوي في معدتي بينما يواصل ستان إلقاء الأوامر. "مارتن، جهز الخزان! ويل، أريدك أن تسجل كل هذا!" يستدير ليشير إليّ، "فيبي، أحضري المهدئ". لا أتحرك. "الآن!" تصرخ حدسي بأن لا شيء من هذا يبدو صحيحًا، لكن لا يمكنني تحديد السبب بالضبط. أو، لماذا، في هذا الأمر، أشعر باليقين التام بأن هذا المخلوق هو أخطر شيء على هذه السفينة، وأكثر خطورة من أي سمكة قرش كان بإمكاننا اصطيادها ... بالتأكيد يمثل تهديدًا أكبر من ستان. يكافح الغواصون لمناورة الرجل السمكة في خزان المياه المجهز، وذيله يرتعش بقوة متبقية. إن غضب العاصفة هو ضوضاء خلفية بعيدة بينما أركز على المهمة التي بين يدي. أمسك بالمهدئ، ويداي ترتجفان بينما أغرس الإبرة في ذيله. بمجرد أن تثقب الإبرة الحراشف، ينتفض، وأحد الأشواك التي تبطن حافة ذيله يقطع جلدي. أتأوه، ثم أتجمد وأنا أشاهد في صدمة بينما يمتص الذيل دمي، ويختفي السائل الأحمر في حراشف حمراء وسوداء متقزحة اللون. تتلاقى عينا الرجل السمكة مع عيني، وتخف حدة نظرته تحت تأثير المهدئ. يحرك ذيله، محاولًا لفه حولي، تمامًا كما في أحلامي. للحظة، أتجمد، وتُحبس أنفاسي في حلقي. "فيبي، ابتعدي!" يكسر صوت ستان التعويذة. يسحبني بعيدًا عن الخزان، ويزيد جرعة المهدئ. يصبح الرجل السمكة مرتخيًا، وتصبح هيئته القوية بلا حراك. يغمرني حزن وذنب لا يمكن تفسيرهما، ويختلطان بالألم الناتج عن جرحي. أقترب، وأراقب الرجل السمكة عن كثب. شعره الطويل، المتشابك مثل الأعشاب البحرية، يؤطر وجهًا بملامح وسيمة ومنحوتة. يشبه الجزء العلوي من جسده جسم ذكر بالغ، عضلي ومحدد. تتجه عيناي إلى الجزء السفلي من جسده، وتتألق الحراشف حتى في الظلام المتقطع. هناك انتفاخ واضح تحت الحراشف يرسل قشعريرة اعتراف عبري، ويذكرني كثيرًا بالرعب والإغراء المختلطين في أحلامي. أمسك بمصباح يدوي، ويشق شعاعه الضوء الخافت في المختبر. عندما أسلطه على الرجل السمكة، يتحرك فجأة. يرفع رأسه، وتتفتح عيناه فجأة. إنهما سوداويتان قاتمتان، مثل هاويتين توأمين لا قعر لهما. إن عمق نظرته المطلق يغرس الخوف الفوري في داخلي. إنها نظرة مفترس، غريزية وبدائية، تثبت عليّ بصفتي الفريسة التي يختارها. أتراجع، وقلبي ينبض بعنف في صدري. تتبع عينا الرجل السمكة كل حركة من حركاتي، دون أن ترمشا ومكثفتان. لا يوجد خطأ في الذكاء الكامن وراءهما، لكنه ذكاء متشابك مع شيء غريب وخطير بالنسبة لي، طبيعة لا يمكنني حتى أن أبدأ في فهمها. "فيبي، ابتعدي عن الخزان"، يأمر ستان، ونبرة صوته قاسية ولا هوادة فيها. إنه يدير ظهره بالفعل لي، ويركز على تأمين المخلوق. "نحن بحاجة للتأكد من أنه مخدر بالكامل قبل أن نتمكن من دراسته." أبتلع ريقي بصعوبة، وثقل الموقف يضغط عليّ. هذا ليس مجرد اكتشاف علمي؛ إنه كائن حي يتنفس وله أفكار ومشاعر. لطالما ألمحت أحلامي إلى وجود صلة بيننا، ولكن الآن، وأنا أقف أمامه، أشعر بها بشكل أكثر حدة من أي وقت مضى. "ستان، علينا أن نكون حذرين"، أقول، وصوتي يرتجف. "هناك ما هو أكثر فيه مما تدرك..." يرسل لي ستان نظرة محبطة. "نحن علماء يا عزيزتي. وظيفتنا هي الدراسة والفهم، وليس التعاطف." أعلم أنه على حق، لكن هذا لا يخفف من الاضطراب بداخلي. لا تزال عينا الرجل السمكة مثبتتان عليّ، وتحذير صامت مخفي في أعماقهما. أخطو خطوة أقرب، على الرغم من مطالب ستان. هناك شيء ما في نظرته، اعتراف يشد روحي. "فيبي، لا تفعلين!" صوت ستان حاد، لكن فات الأوان. يرتجف ذيل الرجل السمكة، وهي حركة صغيرة لا يلاحظها الآخرون. لكنني أراها، وأعرف أنه لا يزال واعيًا، ولا يزال مدركًا. يؤلمني قلبي بمعرفة أنه محتجز ضد إرادته، ولا يمكنني التخلص من الشعور بأننا نرتكب خطأ فادحًا. بينما أنحني أقرب، تخف حدة نظرة الرجل السمكة مرة أخرى، وتتلاشى الحافة المفترسة. يرمش ببطء، وهي إيماءة تبدو تقريبًا وكأنها تواصل صامت. أضع يدي على الزجاج، وأصابعي ترتجف. للحظة وجيزة، أقسم أنه يفهم. هناك رابط، اتصال غير معلن يتحدى التفسير. تهبط يد ستان على كتفي، وتسحبني إلى الخلف. "لدينا عمل نقوم به يا عزيزتي. لا تدعي عواطفك تشوش على حكمك." أومئ برأسي على مضض، لكن عيني لا تفارقان الرجل السمكة. بينما يسري المهدئ بشكل كامل، تغلق عيناه التي لا نهاية لها، ويرتخي جسده تمامًا. فجأة، يسود الصمت في البحر، وتتبدد العاصفة. من حولي، يهتف الطاقم، لكن لا يمكنني التخلص من الشعور بأننا ارتكبنا للتو خطأ فادحًا، فادحًا.

أحدث فصل

novel.totalChaptersTitle: 99

قد يعجبك أيضاً

اكتشف المزيد من القصص المذهلة

قائمة الفصول

إجمالي الفصول

99 فصول متاحة

إعدادات القراءة

حجم الخط

16px
الحجم الحالي

المظهر

ارتفاع السطر

سمك الخط